قال ابن القيم :الصوم لجام المتقين ، وجنة المحاربين ، ورياضة الأبرار
أقبل علينا شهر كريم هو شهر رمضان الكريم، الذي نرتوي من نميره، ونرتشف من رحيقه، ونشمّ عاطر شذاه، شهر فيه تضاعف الحسنات، وترفع الدرجات،و تغفر الذنوب والسيئات، وتقال فيه العثرات، و تفتّح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين، من صام فيه وقام لله إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه...
وقبل أن يدركنا الشهر الكريم ، أمطرتنا الفضائيات،بسيل من إعلاناتها ، عما أعدته من برامج لهذا الشهر، فهذه فضائية تدعوك لمتابعة مسلسل جديد عن أمراة عربية حسناء، راقصة ، تتأوه أمام أزواجها الذين يعدون علي أصابع اليد الواحدة فقط،، وأمام الملايين ممن سيشاهدونها ، تقدم فنونا من الرقص الشرقي ، بثياب تشف تفاصيل جسدها،في غنج ودلال ،فالنساء العربيات من فرط كفرهن بالدعوة الي التعدد في الزواج ، ونكاية في الرجال،أصبحن يتجرأن علي الله ،فهذه تفتخر بأزواجها العشرة، في رمزية لا تخلو من السخف، وتلك تكتفي بنصف هذا العدد، من الرجال ، طالما يحق للرجل أن يتزوج من النساء، مثني وثلاث ورباع،ولا يريد الاكتفاء بواحدة.وما علينا معاشر الرجال، الا أن نصوم ونفطر ،علي خزعبلات (زهرة وأزواجها الخمسة) وهذا هو اسم ذلك المسلسل، دون أن يرف أو يغمض لنا جفن ونحن نتابع مشاهد ساخنة، في نهارات وليالي الشهر المبارك.وهذه الفضائية تدعونا الي متابعة مسلسل آخر، لا تقل المشاهد فيه سخونة هو منتهي العشق،الله يكون في عون الصائمين، فرض الصيام علينا لنكف عن الأكل والشرب،ونحفظ جوارحنا في أيام رمضان، وإذا بالعشاق يقتحمون علينا بيوتنا يعرضون علينا بضاعة عشقهم ،ثيابا حريرية شفافة للنوم، صدورا ريانة كالتفاح(ثم بعد ذلك نتمنى علي الله أن يدخلنا الجنة من باب الريان، مع هؤلاء الممثلين والممثلات،حيث لا يدخل من ذلك الباب الا الصائمون، والمرء يحشر مع من أحب) يعرضون علينا في رمضان أجسادا ناعمة كموج البحر،سوقا لامعة كالفضة،شفاها عطشي الي كل حرام،أحاديث أخدان، وهمسات عشاق، لا ينبغي أن يهمس بها، سوي في غرف مغلقة،ومن لم تعجبه تلك المشاهد والأحاديث فعليه أن يغلق التلفاز ويعتكف في بيت من بيوت الله، حتي لا يجرح صيامه،أو يبطله ...